مراجعة رواية شجرتي شجرة البرتقال الرائعة:

مقالي اليوم عبارة عن مراجعة شاملة لرواية من الأدب البرازيلي، رواية شجرتي شجرة البرتقال الرائعة للكاتب البرازيلي خوسيه ماورو دي فاسكونسيلوس، رواية تدرس في المدارس البرازيلية وينصح بها أساتذة المعاهد الفرنسية وسأبدأ بالتعريف بالكاتب.



مراجعة رواية شجرتي شجرة البرتقال الرائعة:


عن الكاتب:

هو كاتب وممثل وكاتب سيناريو للأطفال، ولد في البرازيل عام 1920، ولد لأسرة فقيرة جدا وقد كتب بعض من معاناته هو وعائلة في روايته شجرتي شجرة البرتقال الرائعة. وكتب جزء ثان للرواية بعنوان هيا نوقظ الشمس.

عن الرواية:

اسم الرواية: شجرتي شجرة البرتقال الرائعة..

اسم الكاتب: خوسيه ماورو دي فاسكونسيلوس

عدد الصفحات: 245 صفحة.

أحداث الرواية تدور على لسان الكاتب نفسه، فهو يروي قصته عندما كان في عمر الخامسة، طفل صغير في غاية البراءة يعاني من فقر أسرته وضربهم المستمر له. وهذا ما يميز الرواية عن غيرها فماذا يمكن لطفل في هذا العمر أن يكتب؟

يظهر الطفل من عمر صغير بوادر عبقرية غير عادية، منها تعلمه القراءة في عمر الرابعة دون معلم والأسئلة الكثيرة والغريبة التي كان يطرحها، إلا أن هذه العبقرية يصبح من الصعب ملاحظتها في ظل فقر أسرته المدقع الذي كان يدفعها للتخلي عن أبنائها ومنحهم لأسر أخرى لتربيتهم حتى يحصلوا على مستقبل أفضل. فالأب عاطل عن العمل والأم تعمل لساعات طويلة في المدينة لذلك فدورها غير جوهري في القصة والأطفال هم من يعتنون بأنفسهم حتى أن بطل القصة الذي بعمر الخامسة مسؤول عن رعاية أخيه الأصغر.

الرواية مكتوبة بيد البراءة نفسها، وهي كلمة قليلة لوصف الأفكار والمشاعر التي كانت تدور في عقل ذلك الطفل الصغير الذي يتعرض للضرب حتى الموت أحيانا ويشعر بالجوع أكثر من أي شعور آخر، ثم يسرق وردة من بستان جاره ليهديها لمعلمته التي كانت تطعمه في الاستراحة متسائلاً: "ألم يمنح الله الزهور لكل الناس". يتحمل الطفل الصغير هموم ومشاكل الكبار فهي ما تؤلمه أكثر من الفقر وأكثر من الضرب ويظهر ذلك واضحا في يوم عيد الميلاد عندما يستيقظ متأملا أن يحصل على هدية فلا يجد شيئا فيعبر عن استيائه بقوله "ما أصعب أن يكون للمرء أب فقير" فيكتشف أن أباه خلفه يستمع وقد اتسعت عيناه من الألم, وتظل عيون أبيه تلاحقه في كل مكان من كثرة الندم فيضطر للعمل في ليلة العيد فيمسح أحذية الناس كي يشتري هدية لأبيه.

يهرب الطفل زيزا من مرارة الواقع إلى عالمه الخاص، حيث يتحدث مع جذع شجرة البرتقال ويسر لها بتفاصيل يومه وكذلك مع الخفاش والعصافير، فيسرد تفاصيل حواره الداخلي على شكل حوار مع جذع الشجرة. وتكثر هذه التخيلات كلما تعرض للظلم أكثر.

الرواية مليئة بالمشاعر الإنسانية الطفولية وهي مؤثرة جداً لأن الراوي طفل صغير ينقل الأحداث من وجهة نظره ووفقاً لقدرته على فهم العالم، رواية جميلة أنصح الجميع بقراءتها، وهي مناسبة للأطفال واليافعين كذلك نظراً لسهولتها وقلة عدد صفحاتها.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق