يا ترى عزيزي القارئ لو تعرضنا لموقف معين وحولنا مجموعة من الأشخاص هل سنتصرف جميعنا بنفس الطريقة أم سيكون لأحدنا الجرأة على التصرف بشكل مختلف؟
قد يعتقد الكثير منا أنه مستقل باراءة وقراراته وباستنتاجاته منفصل عن بيئته، ولكن هل من الممكن أن تكون الحقيقة أننا كمجتمع عبارة عن نسخ متشابهة من بعضنا البعض؟ وأن نكون مقلدون ومسايرون نتوارث الأفكار ووجهات النظر بشكل لاشعوري ومغيبون لنداء العقل والمنطق؟
ما هو تأثير الأربعة؟
في كتاب نظرية الفستق للكاتب فهد عامر الأحمدي أورد الكاتب قصة حدثت أثناء إحدى الدراسات التي تهدف لدراسة تأثير سلوك المجتمع على الفرد في مقال بعنوان تأثير الأربعة، حيث تم وضع تسعة أشخاص في غرفة واحدة بهدف إجراء مقابلة وظيفية، ثمانية منهم عبارة عن ممثلون تم الاتفاق معهم مسبقاً لخداع الشخص التاسع (الذي هو موضع التجربة).
وعندما يصدر صوت جرس في لحظة معينة كان يقف الجميع، وعندما يقرع الجرس مرة أخرى يجلس الجميع مجدداً.
تم إعادة التجربة عدة مرات وفي كل مرة كان يقف الجميع ويجلسون بما في ذلك الشخص التاسع الذي كان يقلدهم، والغريب في الموضوع أنهم عمدوا إلى إخراج شخص واحد في كل مرة حتى بقي صاحبنا التاسع فقط في الغرفة وظل يقف ويجلس مثلما كانوا يفعلون، وليس هذا فحسب فقد تبنى صاحبنا الفكرة وصار يخبر أي شخص جديد يدخل للغرفة بضرورة الوقوف والجلوس عند سماع الجرس.
وقد خلصت الدراسة إلى نتيجة أننا يسهل علينا التمسك بآرائنا والتصرف بشكل شبه مستقل عندما يتواجد بقربنا شخص واحد فقط، ثم نبدأ بالمسايرة والتقليد حين يتواجد شخصان أو ثلاثة يقومون بنفس التصرف، إلا أننا نخضع ونساير ونقلد عندما نحاط بأربعة أشخاص يتصرفون بنفس الطريقة. وهذا التأثير الذي أسماه الكاتب فهد عامر الأحمدي بتأثير الأربعة في كتابه نظرية الفستق.
وسأورد هنا بعض الأمثلة الأخرى:
في كتاب نظرية الفستق أورد الكاتب بعض الأمثلة الأخرى التي يمكن قراءتها من هنا ، ولكن لو تأملنا في حياتنا اليومية سنجد بعض الأمثلة التي تنطبق عليها نظرية تأثير الأربعة، فلو اجتمع أحد الأشخاص مع أصدقائه وقاموا جميعا للصلاة فعلى الأغلب سيقوم هذا الشخص للصلاة أيضا حتى لو لم يكن من المصلين حرجاً منهم أو ربما العكس فقد لا يقوم للصلاة لو كان كل أصدقاءه لا يصلون، ومثال آخر عندما يحاط الشخص بأربعة أشخاص ناجحين فسيسعى ليكون هو خامسهم.
وقد أجرى العديد من العلماء تجارب متشابهة بهذا الخصوص أثبتت جميعها استعدادنا لتأجير عقولنا وتقليد من سبقونا حتى لو خالف ذلك المنطق، وأظهرت هذه التجارب أيضاً ندرة الأشخاص الذين يتمسكون بقراراتهم ويصدقون عقلهم وحواسهم حين يتواجدون ضمن مجموعة قبلهم تسير في الاتجاه الخاطئ.
الخلاصة:
أرجو أن يكون مقالنا قد نال إعجابكم أصدقائي وأتمنى أن تتركوا لنا في التعليقات آراءكم وتجاربكم وهل لمستم وجود تأثير الأربعة في حياتكم أم لا؟ وكذلك ان كنتم قد قرأتم كتاب نظرية الفستق أو إحدى مقالات الكاتب السعودي فهد عامر الأحمدي.
